التكافؤ فى امتلاك الأسلحة النووية
كانت الدكتورة سميرة تؤمن بمبدأ التكافؤ فى امتلاك الأسلحة النووية لجميع الدول و ذلك حتى لا تستطيع أى دولة فرض قوتها على دولةٍ أخرى و أن تسعى الدول للسلام من موقف قوة. فقد عاصرت الدكتورة سميرة ويلاتِ الحرب و تجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكى فى عام 1945 و لفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل .. وسعيها للانفراد بالتسلح النووى في المنطقة.
حيث قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 وحرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووى ، و مجاراة هذا المد العلمى المتنامى.
و قد كان للدكتورة سميرة دورٌ هام فى إنشاء هيئة الطاقة الذرية ، و تنظيم مؤتمر الذرة من أجل السلام بكلية العلوم وسط مشاركةٍ علمية من قِبَل عددٍ كبير من علماء العالم ، كما كانت عضوًا فى كثيرٍ من اللجان المتخصصة ، منها لجنة الطاقة و الوقاية من القنبلة الذرية التى شكلتها وزارة الصحة المصرية.
نُشِرَ لها عددٌ من المقالات منها مقالة علمية مبسطة عن الطاقة الذرية ، كما كانت تهوى القراءة و الاطلاع و كانت لها مكتبة ضخمة تضم الكثير من الكتب القيمة المتنوعة والتي تم التبرع بها للمركز القومى للبحوث عقب وفاتها.
و للأسف على الرغم من كثرة الأبحاث و الدراسات التى قامت بها الدكتورة سميرة إلا أنّ معظمها لم يصل إلينا ، حيث لم تدوّن الكتب العلمية العربية هذه الأبحاث.
وقد كانت تأمل الدكتورة سميرة أن تسخر الذرة لخدمة الإنسان و تحقيق الخير له ، و أن تقتحم مجال العلاج الطبى حيث كانت تقول : "أمنيتى أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين" ، ونزلت متطوعةً للخدمة في مستشفيات القصر العينى ؛ للمساعدة فى علاج المرضى بالمجان.
العلم... و الموهبة
وقد أوضحت جانبًا من فكرها العلمي فى مقالة "ما ينبغى علينا نحو العلم" حيث حثت الدكتورة سميرة الحكومات على أن تفرد للعلم المكان الأول في المجتمع ، وأن تهتم بترقية الصناعات و زيادة الإنتاج والحرص على تيسير المواصلات .. كما كانت دعوتها إلى التعاون العلمى العالى على أوسع نطاق.
و بالرغم من تفوقها و نبوغها و اهتمامها الدائم بالعلم إلا أنّها لم تهمل تنمية قدراتها ومواهبها وممارسة هواياتها فى مختلف المجالات ؛ فدائمًا الإنسان المبدع هو من يتمكن من الإبداع فى العديد من المجالات المختلفة. فقد أجادت د. سميرة استخدام النوتة و الموسيقى و فن العزف على العود ، كما نمت موهبتها الأخرى فى فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع .. و كانت تهتم بممارسة هواياتها و التى اهمها القراءة. و لكنّها كانت ايضًا تحب التريكو و الحياكة و تقوم بتصميم و حياكة ملابسها بنفسها. وذلك بالاضافة إلى المشاركة فى العديد من الأنشطة التى سبق ذكرها أثناء تواجدها بالكلية.
نهاية مؤلمة .... لأحلام العالمة المصرية
النهاية تشبه نهاية الكثير من العلماء المصريين الذين قد تمنوا أن تنعمَ بلادهم بعلمهم و عقليتهم دون غيرها. فقد امتدت أيدى الحاقدين على هؤلاء العلماء الذين شهد العالم بأسره على نبوغهم لتقتل أحلامهم و معها أحلام بلادهم.
تم اغتيال الدكتورة العالمة سميرة موسى لتنضم لقائمة العلماء الذين تم اغتيالهم ، و يكتنف حادثَ وفاتِها غموضٌ رهيب لم يتم الكشف عنه حتى يومنا هذا ، وجاء حادث الاغتيال عقب دعوة وجهت لها لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1951 ، حيث أتيحت لها الفرصة لزيارة معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى الأمريكية من أجل إجراء أبحاث في معاملها ، وقبل عودتها لمصر بأيام تلقت دعوة من أجل زيارة معامل نووية في ضواحى ولاية كاليفورنيا في الخامس عشر من أغسطس ، وفي الطريق الجبلي الوعر إلى كاليفورنيا ظهرت فجأة سيارة نقل اعترضت طريق السيارة التى تستقلها واصطدمت بها بقوة ملقيةً بها في وادٍ عميق ، و قفز السائق منها و لم يُعثر له على أثر حتى الآن ، و بعد بعض التحريات تبيَّن أنّ السائقَ كان يحمل اسمًا مستعارًا و أن إدارة المفاعل لم ترسل أحدًا لاصطحابها ، و انتهت بذلك حياة عالمةٍ عظيمة كان من الممكن أن تغيّر الكثير فى مجال الذرة و المجال العلمى فى الخامس عشر من أغسطس 1952 ، و كانت الدكتورة سميرة قبل حادث اغتيالها قد تلقت عروضاً كثيرة لكى تظل فى أمريكا لكنّ ردها كان موجزًا و واضحًا ... "ينتظرنى وطنُ غالٍ يُسمَّى مصر" .
و فى آخر رسالةٍ لها كانت تقول: "لقد استطعتُ أنْ أزورَ المعاملَ الذريةَ فى أمريكا و عندمَا أعودُ إلى مصرَ فسأقدمُ لبلادِى خدماتٍ جليلةً فِى هذا الميدان ، و سأستطيعُ أنْ أخدمَ قضيةَ السلام. " حيث كانت تنوى إنشاءَ معملٍ خاصٍ لها فى منطقة الهرم.
وهكذا غربت الشمس التى لَمْ تكَدْ تُتِّمُ شروقَها
و هَرَبَ الحُلمُ المُنتَظَر ...
ليظلَ منتظرًا إلى أن تظهر سميرة موسى أخرى فى عصرٍ آخر تظهر فيه بعض المبادئ مثل احترام الآخرين و احترام حقهم فى الحياة و التحكم فى مصائرهم و العمل على الإصلاح من وضعهم.
لنا الآن أن نتساءَل .. أفسنرى خليفةً لسميرة موسى؟ أم إنّه عصرٌ قد ولّى و لن يعود؟
و إذا رأينا خليفةً لها ، أفسيكون مصيره أو مصيرها كمصير الشهيدة سميرة؟
لندع القدر يكشف لنا أوراقه .. و لندع الأيام تكتب لنا معادلاتها !
رحم الله الدكتورة المصرية شهيدة العلم ، بل و شهيدة حلمنا .. سميرة موسى
التواريخ المذكورة جميعها حسب التقويم الميلادى
من مصادر المعلومات حول هذه القضية :
1- شبكة الإعلام العربية moheet.com
2- إسلام أون لاين.نت islamonline.net
3- ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ar.wikipedia.org
ساهم فى الموضوع ....
فكرة الموضوع :
الباش مهندس "أحمد فؤاد"
التنفيذ :
saro2a
مراجعة و تدقيق لغوى :
الباش مهندس