L'ART Forum
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

L'ART Forum

VoUs NoUs TrOuVeReZ ToUs SuRpRiS
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سؤال : من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الخفاش
فنان شغال
فنان شغال
avatar


ذكر عدد الرسائل : 127
العمر : 34
العمل/الترفيه : كرة القدم
المزاج : حارس مرمى
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

سؤال : من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) Empty
مُساهمةموضوع: سؤال : من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله )   سؤال : من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) I_icon_minitimeالأربعاء 26 مارس 2008, 3:21 pm

جواب : فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) :

إسمه و نسبه : محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إذا بلغ نسبي إلى عدنان فأمسكوا .

أشهر ألقابه : الأحمد ، الأمين ، المصطفى ، السراج المنير ، البشير النذير .

كنيته : أبو القاسم .

أبوه : عبد الله ، و قد مات و النبي حمل في بطن أمه ، و قيل : مات و له من العمر سنتان و أربعة أشهر .

أمّه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، و قد ماتت و عمره ثمان سنوات .

ولادته : يوم الجمعة ، السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، و بعد (55 ) يوما من هلاك أصحاب الفيل ( عام 570 أو 571 ميلادي ) ، و في أيام سلطنة انو شيروان ملك الفرس .

محل ولادته : مكة المكرمة .

مدة عمره : 62 سنة و 11 شهرا و 11 يوما .

بعثته : بُعث نبيّاً في سنّ الأربعين ، أي في 27 شهر رجب عام ( 610 ) ميلادية .

مدة نبوته : 22 سنة و 7 اشهر و 3 أيام ، قضى 13 سنة منها في مكة المكرمة و 9 سنوات و أشهر في المدينة المنورة .

هجرته : خرج من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة المنورة في الليلة الأولى من شهر ربيع الأول و دخل المدينة المنورة في 12 من الشهر نفسه .

نقش خاتمه : محمّد رسول الله .

زوجاته : خديجة بنت خويلد ، سُودة بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر ، حفصة بنت عمر ، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة بنت أبو أمية المخزومي ، جويرية بنت الحارث ، أم حبيبة بنت أبي سفيان ، صفية بنت حي بن أخطب ، ميمونة بنت الحارث ، زينب بنت جحش ، خولة بنت حكيم .

وفاته : يوم الاثنين 28 من شهر صفر سنة 11 بعد الهجرة .

سبب الوفاة : سم المرأة اليهودية ، فقد مرض النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) على أثر ذلك السم القاتل و توفي في هذا المرض [1] .

مدفنه الشريف : في بيته في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة .



سؤال : ما المقصود من الضَلال المنسوب إلى الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) في الآية التالية : { و وجدك ضالاً فهدى } ؟

جواب : رغم وجود الاختلاف بين العلماء و المفسرين في معنى هذه الآية المباركة ، و بالرغم من وجود آراء و وجهات نظر عديدة بالنسبة لمعنى الضلال المذكور في الآية ، إلا أنه من الواضح جداً أن المراد من الضلال في الآية ليس هو الضلال بمعنى الكفر أو الانحراف عن الدين ، ذلك لأن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) معصوم و مُنَزَّهٌ عن كل أنواع الخطأ و الزلل .

لكن لكي يتبين لنا المراد من قول الله عَزَّ و جَلَّ : { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } [1] فلابد لنا من مراجعة أقوال المفسرين حتى نقف على المقصود من الضلال المذكور في الآية .

الأقوال في معنى الضلال :

فيما يلي نستعرض أهم الأقوال المذكورة في معنى هذه الآية :

1. المراد من الضلال هو خمول ذكر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بين الناس و بين قومه قبل النبوة ، فيكون معنى الآية أن الله عَزَّ و جَلَّ هو الذي رفع ذِكر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بين الناس بالرسالة و النبوة .

2. المراد من الضَلال هو أنه لولا هداية الله عَزَّ و جَلَّ النبيَ ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى الحق و الصراط القويم لما اهتدى إلى ذلك .

3. إن معنى " ضالاً " مضلولاً عنه ( صلَّى الله عليه و آله ) بين الناس فلولا هداية الله لهم ، لما اهتدى الناس إليه .

و يؤيد هذا القول ما جاء في عيون الأخبار عن الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) أنه قال للمأمون : " ... و قد قال الله عَزَّ و جَلَّ لنبيه محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) : { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } يعنى عند قومك ، فـ " هدى " أي هداهم إلى معرفتك ... " [2] .

4. إن المراد هو أن الله عَزَّ و جَلَّ قد هداك إلى الطريق بعد أن ضللت الطريق بين مكة و المدينة عند هجرتك إليها .

5. إن المراد هو أن الله عَزَّ و جَلَّ وجدك بين أناس ضالين فاستنقذك من بينهم [3] .

قال العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) :

" قال تعالى : { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } [4] المراد بالضلال عدم الهداية ، و المراد بكونه ( صلى الله عليه و آله و سلَّم ) ضالا حاله في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له ( صلى الله عليه و آله و سلَّم ) و لا لأحد من الخلق إلا بالله سبحانه فقد كانت نفسه في نفسها ضالة و إن كانت الهداية الإلهية ملازمة لها منذ وجدت فالآية في معنى قوله تعالى : { ... مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ... } [5] ، و من هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه : { ... فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ } [6] ، أي لم أهتد بهدى الرسالة بعد .

و يقرب منه ما قيل : إن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله : { ... أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ... } [7] ، و يؤيده قوله : { ... وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } [8] .

و قيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون حقك فهداهم إليك و دلهم عليك .

و قيل : إنه إشارة إلى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجئ به حليمة بنت أبي ذؤيب من البدو إلى جده عبد المطلب على ما روي .

و قيل : إشارة إلى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا .

و قيل : إشارة إلى ما روي من ضلاله في مسيره إلى الشام مع عمه أبي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة .

و قيل : غير ذلك و هي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف [9] .

و قال السيد المرتضى ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : " فإن قيل فما معنى قوله تعالى : { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } أو ليس هذا يقتضي إطلاقه الضلال عن الدين ؟ و ذلك مما لا يجوز عندكم قبل النبوة و لا بعدها ؟

الجواب : قلنا في معنى هذه الآية أجوبة :

أولها : انه أراد : وجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها ، أو عن شريعة الإسلام التي نزلت عليه و أمر بتبليغها إلى الخلق ، و بإرشاده ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى ما ذكرناه اعظم النعم عليه ، و الكلام في الآية خارج مخرج الامتنان و التذكير بالنعم ، و ليس لأحد أن يقول إن الظاهر بخلاف ذلك ، لأنه لابد في الظاهر من تقدير محذوف يتعلق به الضلال ، لان الضلال هو الذهاب و الانصراف فلا بد من أمر يكون منصرفا عنه ، فمن ذهب إلى انه أراد الذهاب عن الدين فلا بد له من أن يقدر هذه اللفظة ثم يحذفها ليتعلق بها لفظ الضلال ، و ليس هو بذلك أولى منا فيما قدرناه و حذفناه .

و ثانيها : أن يكون أراد الضلال عن المعيشة و طريق الكسب ، يقال للرجل الذي لا يهتدي طريق معيشته و وجه مكسبه : هو ضال لا يدري ما يصنع و لا أين يذهب ، فامتن الله تعالى عليه بأن رزقه و أغناه و كفاه .

و ثالثها : أن يكون أراد و وجدك ضالا بين مكة و المدينة عند الهجرة فهداك و سلمك من أعدائك ، و هذا الوجه قريب لولا أن السورة مكية و هي متقدمة للهجرة إلى المدينة ، اللهم إلا أن يحمل قوله تعالى " و وجدك " على انه سيجدك على مذهب العرب في حمل الماضي على معنى المستقبل فيكون له وجه .

و رابعها : أن يكون أراد بقوله " و وجدك ضالا فهدى " أي مضلولا عنه في قوم لا يعرفون حقك فهداهم إلى معرفتك و أرشدهم إلى فضلك ، و هذا له نظير في الاستعمال ، يقال : فلان ضال في قومه و بين أهله إذا كان مضلولا عنه .

و خامسها : أنه روي في قراءة هذه الآية الرفع " ألم يجدك يتيمٌ فآوى و وجدك ضالٌ فهدى " على أن اليتيم وَجَدَهُ و كذلك الضالُ ، و هذا الوجه ضعيف لان القراءة غير معروفة ، و لان هذا الكلام يسمج و يفسد اكثر معانيه تنزيه سيدنا محمد ( عليه السَّلام ) عن مدح آلهة قريش [10] .

خلاصة القول :

نعم خلاصة القول هو ما أشار إليه العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي حيث قال في قول الله تعالى { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } : " لا يدل على وجود ضلالة فعلية و لا على وجود جهل فعلي قبل النبوة .

بل غاية ما يدل عليه هو أنه ( ( صلى الله عليه و آله و سلَّم ) ) لولا هداية الله له لكان ضالا و لولا تعليم الله له لكان جاهلا .

أي لو أن الله أو كله إلى نفسه ، فإنه بما له من قدرات ذاتية و بغضِّ النظر عن الألطاف الإلهية ، و العنايات الربانية ضال قطعا ، و جاهل بلا ريب ، فهو من قبيل قولك : ما أنا في نفسي بفوق أن أخطئ لولا لطف الله و عصمته و توفيقه ، لكن بعد أن كان لطف الله حاصلا من أول الأمر فإن العصمة تكون حاصلة بالضرورة من أول الأمر أيضا [11] .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة الضحى ( 93 ) ، الآية : 7 .

[2] الشيخ الحويزي ، تفسير نور الثقلين : 5 / 596 .

[3] للتَّعَرُف على الأقوال المختلفة في معنى الضلال المذكور في الآية يراجع : تفسير الميزان : 20 / 310 ، للمُفسِّر الكبير العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، و التبيان في تفسير القرآن : 10 / 369 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، و تفسير القمي : 2 / 427 ، لعلي بن ابراهيم القمي ( رحمه الله ) .

[4] سورة الضحى ( 93 ) ، الآية : 7 .

[5] سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 52 .

[6] سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 20 .

[7] سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 282 .

[8] سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 3 .

[9] تفسير الميزان : 20 / 310 ، للمُفسِّر الكبير العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) .

[10]يراجع : تنزيه الانبياء : 150 ، للسيد المرتضى ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، و عصمة الانبياء : 92 ، لفخر الدين

سؤال : هل كان للنبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) ابناً يسمى زيد ؟

جواب : أبناء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) كما ذكرهم المؤرخون هم : قاسم و طيب و طاهر و إبراهيم ، و قد توفوا جميعا قبل البلوغ .

أما زيد الذي كان يدعى أيضا بزيد بن محمد فهو زيد بن حارثه و ليس من أبناء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إليه فأعتقه الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا لرفع مكانته الاجتماعية بعدما قابله قومه بالهجران و الطرد ، و هكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس و صار يُدعى بين الناس بابن محمد .

ثم إن تبني النبي لزيد لم يكن من قبيل التبني الذي كان متداولا في الجاهلية بين العرب حيث كانوا يتبنون من يعجبهم دون أن يكون بينهم نسب و كانوا يمنحون المتبنّى كافة حقوق الابن الحقيقي و يعاملونه معاملة الابن النَسَبي ، بل كان تبنّيه ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما أسلفنا ـ تبنّيا اعتباريا من أجل رفع معنويات زيد و تعديل مكانته الاجتماعية بهدف تربوي بالنسبة له و للمجتمع آنذاك ، يقول القرآن الكريم مشيرا إلى هذا الموضوع و إلى أن الإسلام قد نسخ التبني على النسق الجاهلي : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكان اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [1] .

و ما أن بُعث النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و أظهر دعوته حتى أسلم زيد و حَسُن إسلامه و حظي بمرتبة عظيمة بين المسلمين و صار قائدا من قواد الجيش الإسلامي في غزوة " مؤته " [2] واستشهد بها .



سؤال : ما هي حقيقة زواج رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) من زوجة زيد بن حارثة ؟

جواب : زينب بنت جحش هي إحدى زوجات النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و قد تزوج بها الرسول في السنة الخامسة من الهجرة ، و هي بنت أمية بنت عبد المطلب عمة النبي و كانت زوجة لزيد بن حارثة قبل أن تصبح زوجة لرسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .

أما زيد بن حارثة ـ زوج زينب قبل الرسول ـ فكان يُدعى قبل الإسلام بزيد بن محمد لكنه لم يكن من أولاد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) ، بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إلى النبي فأعتقه الرسول في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا على عادة العرب لرفع مكانته الاجتماعية بعدما عامله والده و قومه بالهجران و الطرد ، و هكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس حتى صار يُدعى بين الناس بابن محمد .

و عندما أحس النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب لزيد ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [1] ، فأخبرت زينب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة الرسول و خضوعا لحكم الله تعالى .

و المهم في هذا الزواج هو أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد و بأمر من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي .

طلاق زينب :

بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم يفلح في تغيير قرار زيد الخاطئ فوقع الطلاق .

زواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من زينب :

و بعد أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً حقيقيا ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ... } [2] .

و لا بُدَّ من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب إنما كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك تتمة الآية السابقة حيث تقول : { ... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا } [3] .

هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء [4] .

إذن يمكن تلخيص أهداف زواج الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب كالتالي :

1. تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق و قد رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يكرمها و يعوضها عن ما حصل لها .

2. كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه أبنا اعتباريا لا غير .

ثم انه لا يخفى أن من مهام الأنبياء هو إزالة العادات الخاطئة و السنن الظالمة و هذا ما فعله النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كما كان يفعل ذلك جميع الأنبياء من قبل في قضايا مشابه مع ما في مكافحة الخرافات من تخوف جدي و إحراج شديد ذلك لان ذلك يعد محاربة للتقاليد و السنن و الاعتقادات الراسخة و المتجذرة في عقولهم ، لكن مهمة الأنبياء لا تقبل التعلل و الخوف و المجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالة سماوية حمّلهم إياها رب العالمين ، و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة : { مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا } [5] .

نوايا خبيثة :

هناك و للأسف أساطير و قصص مختلَقة افتعلها أعداء الدين الإسلامي في هذا الصعيد ، حيث انهم حَوَّروا موضوع زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب مطلقة زيد بن حارثة و ذكروها كقصة غرامية و كذبوا على نبينا العظيم بغية الحط من قدسيته و مكانته السامية ، و قد عرفت بطلانها من خلال معرفة حقيقة الأمر من الآيات القرآنية الصريحة .

و كان السبب في ذلك أن بعض المؤرخين و مع الأسف ذكروا أمورا تتنافى مع مقام النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) مما ساعد الأعداء على النيل من كرامة الرسول المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن الآلوسي و الفخر الرازي كذّبا ما نقله أولئك المؤرخون و تصديا لهم و أثبتا بأن تلك المنقولات ليست إلا أكاذيب واضحة و أخبار مدسوسة لا أساس لها من الصحة و الواقع [6] .

كما أن العلماء من الأزهر انتقدوا ابن الأثير بشدة على نقله لهذه القصة برواية محرفة و مشينة في تاريخه " الكامل " في إحدى الطبعات الأخيرة لهذا الكتاب ، فراجع .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 36 .

[2] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 .

[3] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 37 و 38 .

[4] الكامل في التاريخ : 2 / 177.

[5] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 38 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سؤال : من هو النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
L'ART Forum :: O?°'¨ (المنتديات الدينية ) ¨'°?O :: السنة النبوية-
انتقل الى: