لغتنا العربية الجميلة هي اللغة التي دون بها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه كلام الله جلّ وعلَّ الذي نزل من فوق سبع سموات. فأي تشريف لأي لغة بأن يكون كلام رب العالمين يدون بلغتها ... فوالله إن ذلك لتشريف ما بعده تشريف، وعز ما بعده عز.
ولكن أين نحن من ذلك الشرف والعز ؟
الآن ... !!! ويا للأسف .. فبدل أن نعتز بلغتنا ونفتخر بها .. نرى معظم وسائل الإعلام ــ إن لم يكن كلها إلا ما رحم ربي ـ يتعامل باللهجة العامية فنجد كتّاب صحفنا ومجلاتنا العربية يكتب باللهجة العامية، والكثير من الشباب تجده يتداول كلامات أجنبية كثيرة بل ويفتخر بذلك، وكذلك المحلات تجد أسمائها باللغات الأجنبية، والدعايات في التلفزيون وفي الشوارع تجد كلماتها أيضاً باللهجة العامية. والأدهى والأمر أن لكل بلد من بلداننا العربية لهجة خاصة فلا يكاد يفهم العربي العربي الآخر، بل والطامة الكبرى أن البلد الواحد تجد فيه عدة لهجات فتختلف بعض الكلمات بين مدينة ومدينة فيصعب في بعض الأحيان على أبناء البلد الواحد التفاهم.
وإذا نظرنا إلى العكس من ذلك .. نجد الأجنبي من أي جنسية كان يعتز بلغته وبثقافته وتراثه، فعندما ترى زعيماً أو مسؤولاً أجنبياً يزور بلداً عربياً تجده يتحدث بلغته فقط !!! حيث إن بعضهم يعرف اللغة العربية تمام المعرفة، ولكنه الاعتزاز، بل إن بعضهم وصل اعتزازه بلغته إلى أبعد من ذلك حيث يطلب من المترجم المرافق أن يقوم بالترجمة له ما بين لغتنا العربية إلى لغته ولا يسمح لمترجم البلد الذي زاره القيام بدور الترجمة.
فإلى أين سنصل بلغتنا الجميلة يا أبناء العـــــرب ؟