ظننتكِ القبيحة و القبيح أنا

ظننتكِ القبيحة و القبيح أنا

هذه كانت الجملة التى تلفظ بها هذا الرجل الجالس وحيدًا فى ظلام المقابر الدامس و فى ظل هطول الأمطار الغزيرة التى تزداد بهطول دمعاته .. الواحدة تلو الأخرى
لكن يا ترى ما السبب؟! .. ما السبب وراء بكائه هذا؟ .. و ما السبب وراء جلسته تلك؟!
و ما تلك الورقة التى فسدت من قطرات المطر؟
يجيبنا الجالس صامتًا و عينُه اليسرى تحتوى حوارًا من طرف واحد ....
ظننتكِ القبيحة و القبيح أنا

يا لها من جملة غريبة! .. تستحق التفكير و التأمل .. فمن المخاطَب؟ و لمَ ظهر هذا الحوار البليغ المحير .. الذى يوحى بعجائب الأسئلة و أغرب الأفكار - فى عينه اليسرى فحسب؟ ... أليس هذا بأمر محير؟ .. و أليس ذاك بأمر محير أكثر من هذا؟
سئمتُ التفكير فمُذْ أنْ رأيتُ هذا الرجل و لم يتوقف عقلى عن التفكير .. و ليس السبب وراء عدم إيجاد إجابة لأسئلتى - غبائى لا سمح الله .. لكنّ السبب يكمن فى صعوبة الأمر و ظلمة المشهد!!
توقف عقلى عن التفكير قائلا ..
و مالى لا أواجهه؟! ... فلأواجهْه لأمرين لا ثالث لهما ..
حتى أعلم إجابات أسئلتى .. و لأعرض عليه أنْ أساعده كى يخرج من تلك الصورة التى رأيته فيها .. فالأرض بها المسارح و المقاهى و المنازل التى تدب بها الحياة .. لمَ جالسٌ هو بتلك الصورة الجرداء التى ليس بها سوا ما دمس من الظلام و ما كان رماديًا من الأمطار؟؟؟
ذهبتُ لأسأله و دار هذا الحوار ...
- ما الذى أتى بك إلى هنا يا أخى؟
= لمَ تسأل؟
- أتريد الحق أم الصدق؟ (بشئ من الضحك)
= أآتٍ أنتَ كى تضحك؟ (بوجه عابس به مرارة عصور من الحكم المستبد)
- آسف .. ما أردتُ سوى أن أخرجَك مما أنت فيه.
= و ما الذى أنا فيه؟
- أراك عابسًا و لا تفارق هذا المكان!
= عجبًا ، أصار ممنوعًا ما أفعله؟!
- لا أقصد و لكنّى متحيرٌ من جلستك هذه فحسب.
= و ماذا علىّ فعله الآن؟
- أرى أنّى اتدخل فيما لا يعنينى إذا قلت .. لمَ؟ .. و إذا لم ترغب فى الإجابة فليس عليك الإجابة.
= أرى من تدخلك أنّى إذا لم أجب .. فستسأل لماذا؟ و حين ذلك فساضطر أن أجيب كى تكف عن الأسئلة .. و بذا فسأجيبك مجبَرًا.
-- كنتُ سأقول له .. لا ، لا تجب .. و لكنّ التطفل كان مسيطرًا علىّ كل السيطرة فى تلك اللحظة -- ألديكَ أم؟
- نعم.
= أتحبها؟
- اعتقد أنّ الإجابة المقررة على هذا السؤال هى "نعم" .. لكن لمَ تسأل هذا السؤال؟
= لأنّى ما استطعت أن أوجهه لنفسى إلا بعد فوات الأوان.
- عفوًا .. أمِنَ الممكن أن توضح؟
= إذًا ، فلتسمع
رزقت الإدراك و أنا أرى والدتى و لها عين واحدة .. فسئمتُ النظر إليها
و كنتُ دائمًا أراها القبيحة ... حتى سافرتُ إلى الخارج هاربًا من النظر إليها و من أنْ ينظر أولادى إليها
و كأى ابن اشتقت لصوتها و لحنانها .. و صادفنى الحظ بأن عدتُ إلى بلدى فى رحلة عمل .. و ذهبت إلى المنزل
و ما وجدت سوى جار يعطينى خطابًا قائلا " البقاء لله. "
باكيًا فتحتُ الخطاب و اندهشت حين وجدت نفسى اقرأه بعينٍ واحدة .. العين اليسرى .. و وجدتُ ما يُجلسنى هنا من الكلِم
بنىّ الغالى .. ليس القبح أن تفقدَ عين بقدر ما هو أن تفقد معلومة قد تلقى بك إلى ما ليس بهيّن من الأمور
أمّا عن القبح ... فقد يكون بوجهة نظرك أنّى ليس لى إلا عينٌ واحدة
أمّا عن المعلومة المفقودة فهى أنّ عينى المسلوبة هى عينك اليمنى
و لتعلم يا بنىّ أنّى لست غاضبة منكَ .. لكنّى أرى عينى التى هى بوجهك تبكى متألمة من قباحة وجهك .. قائلةً لى
"" لمَ ألقيتِ بى فى هذا الوجه القبيح؟ ""

و عاد الرجل إلى بكائه و عادت الأمطار للهطول و عدتُ .. لا لمنزلى بل لمنزل والدنى أبحث فيها عن نقص كى أعوضها عنه .. لعل إذا كان بها نقص ، أكونُ أنا السبب .... عدتُ أفعل ما استطيع و اقول لها
"" أمى ألستِ بغاضبة؟ ... أمى أتشعرين بأى جزء منك غاضب منى؟ ... أمى ما أريد سوى رضاكى ""
فكما قال الرجل .. ظننتكِ القبيحة و القبيح أنا

ليست القصة من تأليفى ... لكنّى كتبتها فحسب

شكرا يابش مهندس على القصه المؤثره دى

الله بجد ع القصة الرووووووووووووووووعة دي
وفعلا موثرة جداااااااااااااااااااااااااااا

تسلم ايدك يا باشا
ومنتظرين المزيد

(كونت | كان)

و صحيح كتابتى للقصة اقصد بيها التعبير و الاسلوب و الصور .. القصة نفسها انا سمعت ملخص احداثها .. بس كتبتها بأسلوبى الشخصى ... فاتمنى ان الاسلوب نفسه يكون عجبكم و تكونوا شفتوه شيق و مثير

تسلم ايدك يا باش مهندس على القصة
بجد اكتر من رائعة
واسلوبك فى روايتها جميل جدا
تقبل مرورى